صحراؤنا بين إسرائيل و الأمازيغاوية
أمام التلفزيون الفرنسي، جاء نتنياهو ناشرا أكاذيبه و معها خريطة جغرافية يعـرضها. و فيها، نرى فصاحة. صحراءنا، مـجرد فـضاء خال. أي، أرضـا مـوعـودة فـي انـتـظـار شعـب مختار ! البعض، يقول خطأ. لا مقصود. و أصرخ كلا، هذه إستراتيجية إسرائيل. أو ليس حلمها أن ترى أوطاننا مجزأة أي كيانات هـزيلـة و تافهة
و إذا، و رغم ما بذله النظام المغربي من حملات تـطـبـيع، فـهذا لا يـكـفي. إسرائيل تعـرف يقينا أن صحراءنا بوثقه الهـوية و ركـيزة الشـرعـية. و إذا فـهي أداة ابـتـزاز بامتياز
إسرائيل تـتـقن جـيـدا لعـبة التفرقة الطائفية و العرقية. و هذا ما جربته في لبنان و العراق و سوريا و ليبيا. و هذا ما تحاوله في المغرب بفصله عن صحرائه جغرافـيا و إشعـال الـنعـرة الأمازيـغـاوية تـمزيـقـا لـوحـدته و اسـتـقــراره
دموع الخبزويين
و قد وجدت ضالتها مع الخـُبزويـيـن الأمازيغـاويـيـن، الذين رأوا في التـَّــصهيُـن سلم ارتقاء و كسب. من هنا، تـملـقـا إعلان الحرب ضد كل ما يُــشتم منه رائحة العروبة و الإسلام ! يقول أحدهم أنه ذرف الدموع و هو في أسرائيل، عندما تحدث بالأمازيغـية مع اليهود المغاربة. و يقول آخر عن أسرائيل، إنها عَـدُو عَـدوي و إذا، فهي الصديقة و الحليفة. والعدو هنا، هو العرب و الإسلام. و يقول آخر إن إسرائيل حققت معجزة استعادة الأرض و اللغة، و هي المثل يُـحـتـذى
و رأينا في القناة افرانس 24 أحد المتأمزغــيـن يـجـيـب : » نـعـم، الإمبراطوريات المغربية الكبيرة كانت أمازيغـية. و قد رفعت شعار العربية و الإسلام حقا. لكن، هذا كان خطأ كبير ». و هذا يـعـنى أن هذا الـعلامة يـريد إعادة بناء تاريخنا بقلم في يد و ممحاة إسرائيلية في اليد الأخرى ! و رأينا أناسا ذهبوا ينبشون في المقابر عن أجدات ليكتشفوا يا للمعجزة أن الحرف البربري عاش مع الحرف العـبري عشقا خالدا دفـنه الغـزو العربي المجرم ! و رأينا العديد يؤكدون أن الوجود اليهودي و الأمازيغي أقدم عهدا من الوجود العربي. ورأينا شعار » تازة لا غــزة » بموازاة مع شعار أمازيغــية عـبـرانـيـة
نعم، إنها تـفاهـات لكـنه الـجهل في عـصر الرداءة يُـوشح صدر الضبع قلادة
هل نستغـرب أن نسمع عـن مـتأمـزغــيــن مُـرتـزقـة يـقـاتـلـون بـجـانـب الصهاينة في غـزة ؟ هل عَـلِموا أنهم يَـشتمون عبد الكريم الخطابي و لحسن اليوسي و المختار السوسي؟ هل اطلعـوا على سوس العالمة أو المعـسول ؟ لكن، كيف و هم الجهلة بامتياز لدروس التاريخ؟
و أنا هنا كمؤرخ أصرخ : هؤلاء خلعـوا عـقـد الـبـيعـة الـشريفة مستبدلينها بربقة البيعة لإسرائيل. و الفرق أن البيعة الوطنية عقد مقدس بين الأمة و ولي أمرها، مما يعـني حقوق و التزامات مُتبادلة بين الحاكم و المحكوم. البـيـعة لإسـرائـيل تـنـكـر لـكـل هـذا و تـخـبـط فـي أوحـال الخـيانة
فكيف ؟ أو ليس هؤلاء محمد وعبد الله و مصطفى؟ فكيف لم يحولوا أسماءهم لتصبح موشي و خوشي و ربما ضبعـوشي و قـطـوشي ؟ و كيف لم يغـيروا أسماء أجدادهم و يحولوا المسجد كنيسا و القرآن توراة أو تلمودا و النجمة الخماسية سداسية في العلم المغربي. بل كيف لم يستدعـوا موسى عليه السلام حتى يشق بـعـصاه هـذا الوطن شـقـين. شـق العربان الملعونين و شق الخـبـزويـين الـمـنبـطحـيـن هــوانـا و لَـحْسـا لـحـائـط الـمـبكـى؟
معشر الحفاة الجوعى
وإذا، ها هم أسيادكم ينشرون لكم السِّـماط. تفضلوا إذا، يا معـشر الحفاة الجوعى ! ها هي موائـد سـاداتـكـم يُـتحـفـونكم بما لذ و طاب، من جثت الأطفال و الأمهات. فهم لا يملكون ما يعـطونكم غير ذلك. تفضلوا، و كُـلوا هنيئا. إنها الأجساد الغـضة ناضجة بنار القـنابل. و إذا، فلستم بحاجة لا لشوكة و لا لسكين؟ فأنتم الشوكة و خـنجر الغـدر في ظـهر الـعـروبة و فـي قـلـب الـشـرف الأمـازيـغــي؟
نعرف جيدا لِـم تـُـبصقون على وجه أمنا ؟ لأن أمَّـنا ارتكبت جريمة لا تُـغـتـفـر. لقد أنجبت أنبل الفرسان و أشرف العلماء. و هم عـرب حينا أمازيغ أحيانا. لكن عربا كانوا أم أمازيغ، فهم لا يعـترفـون إلا بالكتاب المقدس الواحد و العَـلم الوطني الواحد
في الساعات الحالكة و قـفـوا يـدا فـي يـد، بـنـفـس الـبـنـدقية و نـفـس الـشهادة مـضمخة بنفـس وصية الإخلاص لهُـوية تـوحـدت عـربيا أمـازيـغـيـا
في مطلع القرن الماضي، كانت فرنسا تـغـذي حلم تـقـسيم الـمغـرب بـيـن أمـازيغ قـيل طـيعـين باحتواءهم وعرب قـيل مشاغـبـين بـإقـصاءهـم. و قـام غـوتـيـيـه، عالم الاجتماع الشهير بدراسة معمقة، انتهت لهذه الخلاصة الصادمة لـدَهـاقـنة الاستعمار : » كل ما تطمح له الهُـويـة الـبربـرية اليوم، هو أن تـتعـرب « . و جاء الظهير البربري مسمارا يـُـدق في نـعـش أحلام الـتـفـرقـة
الامازيغية ليست فانطازيا
اليوم، أشقاؤنا الأمازيغ رجال دولة، رجال أعمال، رجال عـلم و أدب و فن و نساء متألقات، هن إشعاع فخر للوطن ؟ لكننا نصرخ : الحضارة الأمازيغـية في انحسار و إذا فمن الواجب تدريسها أنتروبولوجيا و تاريخيا. فهي عكس ما تريده الدولة، ليست فولكلورا و لا فانطازيا. كلا، إنها العــروس المغـربـيـة، تموجت في ضفـيـرتها الأحرف العـربية و الأنفاس الأمازيغـية. إنها مواويل جداتنا و ألوان قـُـزح في رسومنا و كتاباتنا. إنها عُـمقـنا الروحي و مُـكـونُـنا النفـسانـي الذي بدونه لسنا إلا مسخا مسلوخا تحت أشعة هذه الصحراء، التي يريدونها موطن اللات و مناة و الأصنام الأخرى
أخيرا، كيف ينزلق هؤلاء وراء غرائز جهلهم و يناصرون إيديولوجية عنصرية حـقـيـرة. و كيف يبصقون على الوشم الأمازيغي العربي في جـبـيـن أمنا ؟ لكن، كيف نلومهم و هم المنبطحون المتخبطون فـي مستـنـقع الـفـقـر الـمعـرفـي و الأمـيـة الـثـقـافـيـة ؟ و إلا فـلـيـدلـوني عـلى إنـتاجهـم الـفـكـري الذي لا وجود له، إلا بـعـظ الـشـذرات الإنـشائـية الـتـافـهـة
ختاما : موتوا بـغـيـضكم. هـذا الـوطن، ما كـان و لـن يـكـون لـكـم و لا لإسرائـيلـكـم. كـلا، إنه وطـن الأخـيـار، مـن عـرب مـسلمين أبـرار و أمـازيغ مـسـلـمـيـن أحـرار