السفيرة سميرة و بصاقها على الدولة
أمام مكروفون إذاعي مغربي، أخذت الكلمة السيدة سميرة سيطايل، سفيرتنا بباريس. و قد تناقلت كلمتها شبكات التواصل الاجتماعى بسعار مخيف و غضب مخيف. حد أن أحد الناشطين تساءل : هل هو تصريح انفرادي أم هي الدولة المغربية تطوح بعمامتها العربية و تستبدلها بكاسكيطة و ربما شاشية خدمة لأغراض ما ؟ « الدولة المغربية ليست عربية و جذورنا بربرية « .هذا ما قالته السيدة السفيرة. كيف تبصق على لغتنا و عروبتنا باسم أصول بربرية أو يهودية و مالا أعرف من ترهات؟ يشهد الله، ما رأيت في حياتي موظفا في خدمة دولة يحتقرها بصاقا و تجديفا
هل كانت تعلم أنها تخلع عـقـد البيعة و تتـقـيأ عليه ؟ قد يقول قائل ما علاقة هذا بذاك، فأقول : إن البيعة شجرة الرضوان و هذه ليست إلا رسالة النبوة. و متى كانت هذه، إلا ديباجة باللغة العربية و كل هذا ركيزة الشرعية. و القول بأن الدولة المغربية ليست عربية هو دعوة لانقلاب يتم قبلا بتجريد إمارة المومنين من شرعـيتها
العربية ام السيبة
أو لم يخض ملوك الدولة العلوية حربا شعـواء ضد عوامل التفرقة، أي ما سمي بالسيبة ؟ نشرا لما سمي بالشرع في وجه العادات و الأعراف القبلية التي نعتت ساعتها بالجاهلية ؟ أو ليس « اشرع » إلا الحق و الحقوق كما جاءت في كتاب الله؟ أو لسنا هنا في إمبراطورية اللغة العربية، أي الإيالة الشريفة كما سميت تاريخيا ؟ فهل تريد سعادتها إعادتنا لعهد السيبة التي اعتبرها الفقهاء جاهلية ؟ هل تريدنا إلا و قد تمزقـنا شذر مذر ؟
هذه المرأة مفرنسة حتى النخاع و هذا حض، لكن ما قيمته في غياب الحمولة الإنسية الديمقراطية الفرنسية و قد تفتحت على الثرات الوطني ؟ ما قيمته إن كان إلا بُـصاقا استعـماريا عـلى كل ما يشتم منه حضارة العرب؟ أو لسنا هنا تخبطا في مستنقع التخلف الفرانكوفوني العنصري المقيت؟
ثم، كيف نفسر هذه الخرجة الإعلامية في هذه الـظرفية المرة حيث القنابل الإجرامية تمزق أجساد أطفالنا في غـزة ؟ فهل تريدنا قطع العلاقة مع المسجد الأقصى ؟ أن نستبدل القرآن بالثوراة أو الإنجيل ؟ حتى ترضى علينا النصارى واليهود وقد اتبعنا ملتهم
هل البرابرة حقا برابرة؟
تقول نحن دولة مغـربية أو مغاربية لا عـربية ! هل تعلم سيادتها أن كلمة مغربي و مغاربية، عربية فصيحة تحيل على عالم عربي إسلامي، ذاك مشرقه و هذا مغربه ؟ تقول أصولنا بربرية و إذا كان الأمر كذلك فكيف لم يسمي البرابرة هذا المغرب، أرض البرابرة ؟ ثم، هل البرابرة حقا برابرة ؟ و كيف، و هذا الإسم نعـث روماني قدحي، يعنى الوحوش الهمج ؟ و لو سفيرتنا علمت هذا، لكانت إستعملت كلمة الأمازيغ عوض هذه الشتيمة التي نستهجنها
ثم، هل تعلم هذه المرأة، أن إسمها سميرة عربي فصيح أو ليس سَـمَـرا و سُـمرة. و كذلك اسطايل، الذي ليس كما تسجله سيطايل. كلا، إنه يعنى بالعربية سُطيل أي السطل الصغير
هذه المرأة، أما كانت تدشن دبلوماسية تواصلية مسلحة بعزيمة حداثية وطنية؟ فكنا نصفق و نفتخر ؟ فكيف اختارت إذا أن تبصق باستهتار علينا و على وجه الدولة و رموز الدولة، كأنما لتكافئهم. و كيف لا، و قد شرفوها بأرقى منصب في أرقى مدينة ؟
و المرارة، أن هذه السيدة المتفرنسة لم تسقط من برج إيفيل فى رحاب سفارتنا. كلا، لقد شغلت أخطر المناصب الإعلامية فـي بـلادنـا. فـكـيـف و الحالة هـذه أن لا تحسن و لا صياغة خـطـاب يـحـتـرم عـواطـف الأمة و مقدسات الأمة ؟
نعم، نعم، نعلم يـقـيـنا أنها أشرفت على قناة دوزام حينا من الدهر، لتجعل منها القناة المهمشة الغائصة في ديونها و تطبيلها. حد أنها تحولت من دوزام إلى » دوزان »، أي مجموعـة الأدوات الحرفية لفبركة خطاب مـتـهـالـك لا وقع له
فكيف بعد هذا الفشل الذريع، أن يُـعـينها المخزن في هذه الوظيفة الحساسة بدون أن يخضعها إلى دورة تدريبية، تتعلم فيها المبادئ الأساسية للتربية الدبلوماسية، و مع هذا الخطوط العريضة للإشكاليات الثقافية و الحضارية للأمة المغربية ؟
لو حصل هذا، لأدركت أن ما تفوهت به ليس إلا ترديدا ببغاويا لما قاله بالأمس دهاقنة الاستعمار، الذين روجوا لنفس الترهات. ادعاء بأن البرابرة هم أصل المغرب و سكانه الشرعيون. أما العرب فإنهم دخلاء خسيسون، غـشاشـون، و أبـناء سـتـيـن كـلـب
بالعربية نكون او لا نكون
أو لم يتوج كل هذا، بالظهير البربري المشؤوم، الذي أنجب الحركة الوطنية التي خطت خطواتها الأولى بدعاء انتشر كالنار في الهشيم، عـبر أرجاء الوطن : » يا لطيف، الطف بنا فيما جرت به المقادير و لا تـفـرقـنا عن إخواننا البرابر ! « . مما تـُـوج بالمصافحة التاريخية بين اليد الملكية واليد الوطنية. أو ما سمي بثورة الملك و الشعب طموحا لاستقلال تجسده الدولة المغربية، التي إما أن تكون عربية أو لا تكون
هذه الدولة، التي تنكرها سعادتها. لا أعرف و قاحة أم جهلا أم احتقارا. أم، ربما ركوعا مخجلا أمام قوى تريدنا مفرنسون أذلة، أمام ثـقـافـة عـربـيـة تـريدنا أعـزة
فكيف تخوض في موضوع ليس لها ؟ أم أنها ترى نفسها قـُـبرة معـمـر خلا لها الجو فـتـبيـض وتـصفـر ؟ أما كان حريا بها أن تلتزم بتخصصها، فـتحـدثـنا عـن انـتـصار اليسار الفرنسي في الانتخابات و انعكاس ذلك على الدبلوماسية المغربية الفرنسية. خصوصا و أن البوليساريو تحظى بتعاطف كبير مع هذه القوى الصاعدة ؟
لكن ألا يستحق هذا إلا قهقهة من الفارسة جان دارك، التي تعتلي صهوة جوادها الأعرج، نافخة في مزمارها : » حي على الفلاح اللا صلاح. فلتسقط دولة العربان الأشباح. تحيا الفرنسية و معها البرابرة الملاح! »؟